كتب داني حداد في موقع الـMtv:
عادت وزيرة العدل ماري كلود نجم الى بيروت أمس قادمةً من باريس، التي زارتها لتلتقي ابنتها، مستفيدةً من عطلةٍ قصيرة. تداول عددٌ من طلابها، عبر مجموعة “واتساب” بصورة لها تقف فيها “بالصفّ” في المطار (الصورة المرفقة)، وأخبروا بعضهم البعض بأنّها حجزت مقعداً في الدرجة الاقتصاديّة على الطائرة.
تؤدّي أول سيّدة لبنانيّة تتولّى وزارة العدل أكثر من دور. الأمّ والزوجة والأستاذة الجامعيّة والوزيرة. المهمّة الأخيرة هي الأصعب، ولذلك تُشاهَد نجم مراراً وهي تغادر مكتبها بعد منتصف الليل. تطفئ الأنوار، وتمضي الى منزلها آملةً بضوءٍ ما في عالم مكافحة الفساد في لبنان. والبداية من القضاء، وإلا عبثاً نكافح…
ولا تبحث نجم عن إضاءة شمعة بدل لعن الظلام. تطمح الى أكثر من ذلك بكثير. المرأة التي تبدو هادئة ورصينة، يخبرك مقرّبون منها أنّها شرسة وعنيدة.
ولكن، ماذا تقول وزيرة العدل عن استقالة زميلها الوزير ناصيف حتي؟
تبدي نجم احترامها لخطوة حتي، “فالاستقالة من صلب صلاحيّاته، وقد تكون أسبابه مقنعة ولكن كان عليه أن يعرض المسألة على طاولة مجلس الوزراء لكان نال دعمنا على الأقلّ، كما كنت أفضّل ألا يكتفي ببيان استقالة بل أن يخرج الى الناس شارحاً ما حصل ودوافعه لاتخاذ قراره”.
وتضيف: “كنت أتمنّى ألا يستقيل حتي لأسبابٍ تتعلّق بصلاحيّاته، بل بسبب ملفٍّ عام، إلا أنّه حسم رأيه ويجدر بنا أن نحترمه”.
ولكن، هل تسير نجم على خطى حتي، وتُقدِم على الاستقالة؟
كانت وزيرة العدل أوّل من لوّح بالاستقالة من الحكومة التي خاضت من خلالها، حتى الآن، أكثر من مواجهة. التشكيلات القضائيّة التي وقّعتها كانت من أبرز التحديات.
أما معركتها الكبرى فهي التدقيق الجنائي المالي “الذي سيسقط رؤوساً كبيرة، في السياسة والقضاء وغيرهما”.
وتشير نجم الى أنّها لا تستقيل من دون أن تحارب، وإن خسرت تستقيل حينها، متمنيةً “لو خاض الوزير حتي معنا المواجهة للسير بالتدقيق الجنائي”.
وتتابع: “أريد أن أرى مضمون العقد مع الجهة المدقِّقة والانتقال الى التنفيذ، وقبل ذلك لن أرحل من الحكومة، ولو أنّ خيار الاستقالة كان مطروحاً دوماً”.
تدرس ماري كلود نجم الكثير من ملفات الفساد. تطمح لـ “تنظيف” الجسم القضائي. ينصحها مقرّبون، منهم زوجها، بأن تترك كلّ شيء وتتفرّغ للتدريس، في بيروت أو باريس. لكنّ المرأة عنيدة، بقدر ما هي بسيطة في تصرّفاتها وسلوكها، حتى بعد الوزارة. اختارت مقعداً اقتصاديّاً في الطائرة فقط. مقعد الحكومة مسألة أخرى…