قال التحليل الأسبوعي الصادر عن مؤسسة العطية للطاقة: استقرت أسعار الخام الأمريكي على انخفاض طفيف الأسبوع الماضي، بعد جلسة تداول ضعيفة يوم الجمعة الماضي، حيث يشعر المستثمرون بالقلق من استمرار انتشار الوباء وتباطؤ توزيع اللقاحات، كما أنهى خام برنت جلسة الجمعة بانخفاض طفيف بسبب المخاوف بشأن توزيع اللقاحات وفاعلية أحدها. وكانت أسواق النفط قد ارتفعت بنحو 50 بالمائة منذ شهر أكتوبر على خلفية انطلاق حملات التطعيم، لكن ظهور طفرة مُتحولة من فيروس كوفيد-19 أثار القلق حول استمرار الضعف الاقتصادي.
ويشعر العديد من المحللين بأن حزمة التحفيز الاقتصادي الأمريكية قد لا تتم بالسرعة الكافية لدعم السوق حالياً. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة أن الكونجرس بحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية بشأن مشروعه المقترح للإغاثة من الوباء، والذي تبلغ قيمة 1.9 تريليون دولاراً، مُضيفاً أن معظم الاقتصاديين يعتقدون أن هناك حاجة للمزيد من التحفيز الاقتصادي.
وأضاف أن الأمر قد يستغرق أكثر من عام لعودة الأعمال إلى طبيعتها إذا لم نتحرك الآن، وكانت العقود الآجلة لخام برنت القياسي لشهر مارس قد ارتفعت بنسبة 0.6 بالمائة للبرميل يوم الجمعة، لتغلق عند 55.88 دولاراً. في حين استقر عقد أبريل على انخفاض بلغ 6 سنتات للبرميل عند 55.04 دولاراً. وتباين أداء العقدين خلال الأسبوع حيث لم يتم تسجيل تغييرات تُذكر.
ومن ناحية أخرى أظهر استطلاع لرويترز أن الأسعار ستستمر حول مستوياتها الحالية خلال العام الحالي قبل أن تبدأ بالتعافي مع نهاية العام، ومن ناحية أخرى، ستُخفض السعودية إنتاجها بمقدار مليون برميل يومياً في شهري فبراير ومارس. كما ارتفع مستوى التزام أوبك وحلفائها في شهر يناير بحصص الإنتاج أكثر من ذي قبل، على الرغم من ارتفاع إنتاج أوبك النفطي بعد موافقة أوبك بلس على تخفيف القيود على الإنتاج. ومع ذلك، كان ارتفاع الإنتاج أقل من القدر المتفق عليه، مع انخفاض في الصادرات النيجيرية، الأمر الذي حد من زيادة الواردات.
أسعار الغاز
انخفضت الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال في آسيا للأسبوع الثاني على التوالي إلى أدنى مستوياتها منذ شهرين تقريباً، وسط توقعات بدرجات حرارة أعلى نسبياً وزيادة الإمدادات. وقُدر متوسط سعر الغاز الطبيعي المسال الذي سيُسلم في شهر مارس إلى شمال شرق آسيا بنحو 8.40 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، أي بانخفاض بلغ 50 سنتاً عن الأسبوع السابق.
حيث وصلت الأسعار الفورية إلى أدنى مستوياتها منذ أوائل شهر ديسمبر، بعد أن سجلت درجات الحرارة مستويات تاريخية مُنخفضة. كما تراجعت أسعار ناقلات الغاز الطبيعي المسال الأسبوع الماضي، مما أثَّر على أسعار الشحن كذلك، وأظهرت بيانات من “إس آند بي جلوبال بلاتس – S&P Global Platts” يوم الخميس، أن “شركة بريتيش بتروليوم النفطية” اشترت شحنة من “دايموند غاز – Diamond Gas”، وهي شركة تابعة لشركة “ميتسوبيشي كورب”، ستتجه إلى شمال شرق آسيا في مارس بسعر 8.40 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. يأتي ذلك بعد مبيعات للغاز المسال من قبل شركة “وودسايد للنفط – Woodside Energy” وشركة “شيفرون – Chevron” ستُسلم في شهر فبراير، مما يدل على وفرة المعروض المتاح.
وفي سياق متصل، جذبت الأسعار الفورية المنخفضة بعض الطلب من قبل عملاء جنوب آسيا الذين تراجعت مشترياتهم عندما ارتفعت الأسعار إلى مستوى قياسي بلغ 32.50 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في وقت سابق من هذا الشهر. وكانت شركة “النفط الهندي – Indian Oil Corp” قد اشترت شحنة من شركة راس لفان للغاز الطبيعي المسال بسعر 8.70 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. كما تم إبرام المزيد من الصفقات بين الهند وقطر، حيث اشترت شركة “ولاية گجرات الهندية للنفط – Gujarat State Petroleum Corp” شحنة لتسليمها في منتصف شهر فبراير بحوالي 8 دولارات إلى 8.40 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية من قطر، أما في الولايات المتحدة، فقد تراجعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي بنسبة 4 بالمائة تقريباً يوم الجمعة لتصل إلى أدنى مستوى لها في أسبوع واحد وسط توقعات بطقس أكثر اعتدالاً الأسبوع المقبل، على الرغم من أن التوقعات تشير إلى انخفاض درجات الحرارة منتصف شهر فبراير.
وعلى مدار الأسبوع، ظل سعر الغاز الأمريكي مُرتفعاً بنحو 5 بالمائة بعد أن شهد انخفاضاً بلغ 11 بالمائة الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من التراجع الطفيف في صادرات الغاز الطبيعي المسال، يواصل المشترون في جميع أنحاء العالم شراء الغاز الأمريكي بكميات شبه قياسية حيث لا تزال الأسعار في أوروبا وآسيا أعلى بكثير مما هي عليه في الولايات المتحدة.