جاء في “المدن”:
فرنسا تثبت مجدداً أنها الأحرص على لبنان واللبنانيين من أنفسهم. صرخة وزير الخارجية جان إيف لودريان قبل زيارته بيروت وفي أثنائها، متوسلاً المسؤولين أن يساعدوا أنفسهم، لم تُنس بعد. تكررت في ذاكرة اللبنانيين مسارعة الرؤساء الفرنسيين في الوصول إلى بيروت.
بعد الانفجار وأهواله، سريعاً أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون زيارته لبنان اليوم الخميس. وهكذا تظهر المبادرة الفرنسية الدائمة للحفاظ على لبنان في وجه الأخطار.
وزيارة ماكرون السريعة، تشبه إلى حدّ بعيد زيارة جاك شيراك بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وهذا وجه من الثوابت الفرنسية.
يأتي الرئيس الفرنسي بدافع إنساني، وحرص على هذا البلد. يأتي محمّلاً بمساعدات ومساع إنسانية وسياسية، لإنقاذ النموذج الفريد، وعدم الإجهاز عليه. ماكرون لا بد من أن يحمل رسالة سياسية دولية، أساسها سؤالان: هل يريد اللبنانيون أن يعودوا إلى الهدوء، وإلى علاقاتهم الطبيعية مع المجتمع الدولي؟ أم أنهم يريدون الاستمرار في مسار التصعيد وصراع المحاور والانحياز؟
إذاً، أي مسعى دولي سياسي وخارج مسار المساعدات الانسانية، سيتوقف على الإجابات التي سيتلقاها ماكرون من المسؤولين اللبنانيين.