كتب داني حداد في موقع mtv:
هذه السطور قليلة، لكنّها تفي لإيصال الرسالة.
استطاع ايمانويل ماكرون، ابن الـ ٤٣ عاماً، أن يجمع زعماء لبنان عن يمينه ويساره ليسمعهم كلام تأنيب واضح.لم يجتمع هؤلاء حين تظاهر مئات الآلاف في الشارع غضباً. لم يجتمعوا عندما وصل الدولار الى العشرة آلاف ليرة. ولا حين “تبخّرت” الدولارات من المصارف، ثمّ تبخّر المازوت. ضمائرهم تبخّرت قبل ذلك بكثير. ولم يفعلوا، بالتأكيد، حين زاد عدد الفقراء كثيراً، ومثلهم عدد العاطلين عن العمل.
كبرياء الزعماء لا يسمح لهم بأن يتنازلوا للاتصال ببعضهم. لوضع خلافاتهم جانباً. للقول دعونا ننقذ هذا البلد وشعبه. لا يجمعهم إلا أمير قطر أو رئيس فرنسا أو أيّ حاكم أجنبيّ آخر.كان الحريّ بماكرون ألا يجمعهم فقط.
خذهم معك يا رجل. أرحنا منهم. وخذ غيرهم أيضاً. خذ هذه الطبقة السياسيّة التي قتلتنا وهجّرتنا وأفلستنا. لم نعد نثق بهم. لن يقوم البلد معهم.لقد هرّبوا المستثمرين، وهشّلوا السيّاح، وحوّلوا شاطئنا الى مطامر، وسرقوا وأفسدوا وأهدروا، وكي تكتمل الجريمة حصل ما حصل في ٤ آب، وهو حدثٌ مدخل لمحاسبة الطبقة السياسيّة كلّها، تلك التي حكمتنا قبل تفريغ نيترات الأمونيوم وبعدها.
نهاجم من يحكمنا اليوم، ولا ننسى من حكمنا في الأمس. يختلفون في السياسة، ولكنّهم يتّفقون في التقصير.
“كلّن يعني كلّن”… “بدنا نرتاح منّن”.