أطلّ أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله مطلقاً سلسلة من المواقف والرّدود خصوصاً في الملف الحكومي والمبادرة الفرنسية.
وفي بداية إطلالته، رأى نصرالله أنّ “اللبنانيّين لا ينسون للكويت أميراً وحكومة وشعباً ومجلساً موقفها المتميز في حرب تموز في مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان، ومساهمتها في إعادة إعمار ما تمّ هدمه”، ودعا الى “التوقف ملياً أمام ما حصل في الأسابيع القليلة الماضية في بلدة كفتون واستشهاد 3 من شبانها، وصولاً إلى المواجهات التي حصلت بين الجيش ومجموعات مسلحة في الشمال، وسقوط شهداء من ضباط الجيش والمواجهات في وادي خالد والتي خاضتها قوى الأمن الداخلي بمساندة الجيش”، وشدّد على أنه “علينا كلبنانيين أن نقدّر هذه الجهود والتضحيات، ونتوجّه إلى قيادة الجيش اللبناني وعائلات شهداء الجيش بالتعزية على من فقدوه، ونقدّر صبر هذه العائلات في الدفاع عن لبنان وسلامته وأمنه، كما نقدّر الموقف الشعبي في قرى الشمال والتفاف الناس حول الجيش والقوى الأمنية”.
وقال نصرالله: “المجموعات الارهابية كانت تُحضر لعمل عسكري كبير، والتحقيقات قد تكشف للبنانيين الإنجاز الكبير الذي حققه الجيش وقوى الأمن في المواجهات الأخيرة، وأي بلاء تمّ دفعه عن منطقة الشمال وعن لبنان”، متّهماً “أميركا بإحياء “داعش” لتبرير بقاء القوات الأميركية في المنطقة”، ودعا “إلى الحذر والانتباه ممّا يُحضر للمنطقة من جديد، ونحن بحاجة الى الوعي والوقوف جميعاً خلف المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية لمواجهة الخطر المحدق”.
وردّ نصرالله على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالقول: “نتانياهو تحدّث عن مكان يخزّن فيه حزب الله صواريخ قرب شركة ومستودعات غاز بين بيروت والضاحية الجنوبية، ونحن نقول إنّنا سنسمح لوسائل الإعلام أن تدخل إلى المنشآت وتشاهد ما فيها ويكتشف العالم كله كذب نتانياهو على الهواء، نحن لا نضع صواريخ لا في مرفأ بيروت ولا قرب محطة غاز ونعرف جيداً أين يجب أن نضع صواريخنا”.
وتطرّق نصرالله الى الملف الحكومي، فقال: “تشكّل نادي رؤساء الحكومات السابقين الأربعة، وقدّم 3 أسماء مع ترجيح مصطفى أديب وكلّ المؤشرات أتت في هذا الإتجاه، ونحن لم نضع أيّ شروط ولم نقم بأيّ تفاهم مسبق للتعبير عن نيّة في التسهيل، وعلى الفرنسيين أن يعرفوا أين أخطأوا خصوصاً في ما يتعلّق بشطب أهمّ ما تبقى من صلاحيات لرئيس الجمهورية في لبنان وهي المشاركة في تشكيل الحكومة”، ورأى أنّ “إقدام شخص على تسمية وزراء لكلّ الطوائف في لبنان نعتبره خطيراً على البلد”، وسأل “لماذا محاولة وضع أعراف جديدة لم تكن موجودة من قبل ومصادرة تشكيل الحكومة لمصلحة فريق يمثل جزءاً بسيطاً من اللبنانيين؟”
ورأى أمين عام “حزب الله” أنّ “الورقة الإصلاحية الفرنسية لا تتضمّن حكومة من 14 وزيراً ولا مداورة في الحقائب ولا مَن يسمّي الوزراء”، وتابع “ما عُرض خلال الشهر الماضي لم يكن تشكيل حكومة إنقاذ، إنما كان المطلوب من الجميع في البلد أن يسلّموه لنادي رؤساء الحكومة السابقين الأربعة من دون نقاش أو سؤال، وإلا العقوبات والضغط الفرنسي وتحميل مسؤولية التعطيل أمام الرأي العام”، واعتبر أن الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون الذي إتّهمنا بالتخويف، هو من مارس سياسة تخويف على رؤساء الأحزاب من أجل تمرير الحكومة”.
وشدّد نصرالله على أنه “لا نحتاج الى أموال الدولة ورواتبها وميزانياتها، ونحن يجب أن نكون داخل الحكومة لحماية ظهر المقاومة حتى لا تتكرّر حكومة 5 أيار 2008، ولا نخاف من قيادة الجيش لأنها مؤسسة وطنية، ومن حقّنا أن نكون حذرين من القرارات السياسية، ولا يمكن أن نغيب عن الحكومة بسبب الخوف على ما تبقّى من لبنان وشعبه”، كاشفاً أنه “لو تشكّلت الحكومة كان أوّل قرار سيُتّخذ هو رفع الضريبة على القيمة المضافة، ونحن تعهدنا بألا نقبل بذلك، وطرحنا بدائل كالتوجه شرقاً ولم نعد قادرين على أن ندير ظهرنا وأن نسمح لأيٍّ كان بتشكيل الحكومة”.
وأكد نصرالله “نحن بما قمنا به منعنا البلد من الذهاب الى الأسوأ، وما الذي وعدنا به ماكرون ولم نفِ به؟ إذ لم يتمّ الإتفاق على كيفيّة تسمية الوزراء، ولم نلتزم على الطاولة بأن نسير بحكومة كيفما كان وأن نسلّم البلد لحكومة كيفما كان، ولكن تمّ إستغلال المبادرة لفرض ذلك ونقول لماكرون إنّنا نفي بوعودنا وإلتزاماتنا ومصداقيتنا معروفة”.
وأردف نصرالله “نحن اخترنا الإنتخابات والمجلس النيابي والشراكة ونحن لم نختر الحرب ولم نعتدِ على أحد، ونحن ذهبنا الى سوريا لمقاتلة من تقولون عنهم إرهابيين ولسنا جزءاً من الطبقة الفاسدة ولم نأخذ أموالاً من الدولة، كما أننا لا نُمارس لعبة الإرهاب والتخويف على أحد، وأتمنى على الإدارة الفرنسية ألا تسمع لبعض اللبنانيين أن الذنب يقع على إيران، فهي لا تتدخل في الشأن اللبناني ولا تُملي ونحن من نقرّر ما نريد أن نفعل في لبنان”.
وتوجّه نصرالله الى ماكرون بالقول: “إذا كنت تريد معرفة من أفشل مبادرتك فتّش عن الأميركيين الذين فرضوا عقوبات ويهدّدون بفرضها، وفتّش عن الملك سلمان في خطابه في الأمم المتحدة”، وأضاف “مازلنا نرحّب بالمبادرة الفرنسية ونراهن عليها، ومستعدّون للنقاش مع مختلف القوى السياسيّة ولكن الإستقواء الذي مورس خلال الشهر الماضي لا يمكن أن يستمرّ، ومنفتحون من أجل مصلحة بلدنا”.